الأحد، 1 يونيو 2008

تاريخ الحركة الطلابية


تاريخ الحركة الطلابية

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى و اقتراب موعد مؤتمر الصلح في باريس الذي سيتقرر فيه مصير الدول و الشعوب، قرر سعد زغلول وكيل الجمعية التشريعية المنتخب حضور المؤتمر للمطالبة بحق مصر في الاستقلال. ورفض المندوب الواطى البريطاني السماح لسعد بالسفر بدعوى أنه لا يعبر عن الشعب وإنما يعبر عن الباشوات، فقرر سعد زغلول جمع توقيعات من أعضاء الهيئات النيابية، و العمد و الأعيان، وأعضاء المجالس المحلية بدعوى أنهم يمثلون الأمة. ولكن الطلاب قرروا توزيع أنفسهم إلى لجان عمل تجوب المحافظات لتجمع توقيعات من كافة أبناء الشعب المصري عمال فلاحين و موظفين.وعندما أصدرت القوات البريطانية قرارا باعتقال سعد زغلول يوم 8 مارس 1919 .. هنا بادر الطلاب بالتحرك وتبعهم في هذا طلاب مدرسة المهندس خانة و مدرسة التجارة، التي ألقى فيها الأستاذ أحمد ماهر خطابا قال فيه "مكان الطلبة اليوم في الشارع لا على مقاعد الدراسة". وكذلك تحرك طلاب مدرسة الزراعة و الطب و دار العلوم و طلبة مدرسة الإلهامية الثانوية و التجارة المتوسطة و القضاء الشرعي حاصرت القوات البريطانية الطلبة في ميدان السيدة زينب و قابلوهم بعنف شديد لدرجة جعلت الأهالي يتضامنون مع الطلاب وألحقوا خسائر بالقوة البريطانية التي طلبت تعزيزات أخرى من الجيش فأمكن تشتيت المتظاهرين و نقل الجرحى إلى المستشفيات واعتقل 300 طالب .مرت أيام الثورة الأولى و لا يوجد في ميدانها سوى فرسان الحركة الطلابية المصرية؛
و استمر الطلبة في المظاهرات و سقط عدد أكبر من الشهداء. و استمر سعد في خطبه الحماسية للشعب المصري وفي مقدمته الطلبة حتى تم اعتقاله مرة أخرى، وتحت ضغط المظاهرات الطلابية أفرجوا عنه. و استقبل الشعب سعد بحفاوة بالغة و لكن الاستقبال اختلف هذه المرة حيث حمل الأهالي الطلبة على الأعناق و هتفوا لهم.انتفاضة 1935وتشكيل الجبهة الوطنية
ومن هنا كانت البداية المبكرة للحركة الطلابية في مصر ودورها النضالي الي أن ظهر علينا وزير الخارجية البريطاني (السير صامويل هور) بيانا أعلن فيه، "أنه عندما استشيرت الحكومة البريطانية في شان دستور 1923 نصحت بعدم إعادته أو إعادة دستور 1930 لأن الأول ثبتت عدم صلاحيته لمصر والآخر يتعارض مع رغبات المصريين" (9 نوفمبر 1935
). وجرح هذا التصريح المشاعر الوطنية للمصريين الذين أيقنوا أن بريطانيا تتدخل في أدق شئون بلادهم؛ وتحول السخط الوطني المتراكم إلى انتفاضة كبرى أعادت إلى الأذهان حوادث ثورة 1919 . وملك طلبة الجامعة زمام المبادرة فعقدوا اجتماعا داخل حرم الجامعة بالجيزة في ذكرى عيد الجهاد (13 نوفمبر) أدانوا فيه موقف بريطانيا، ثم خرجوا من الجامعة في مظاهرة كبرى سلمية. فتصدى لهم البوليس طالبا منهم الانفضاض وعندما رفضوا ذلك أطلق البوليس النار عليهم فأصيب طالبان إصابة خطيرة وأصيب عدد آخر منهم بإصابات طفيفة. مع ذلك استمروا يهتفون بحياة مصر وحياة الاستقلال وحياة دستور الأمة. وفى اليوم التالي (14 نوفمبر) أعاد طلبة الجامعة تنظيم صفوفهم وخرجوا في مظاهرة كبرى صوب القاهرة. غير أن البوليس كان قد حشد قواته للحيلولة دونهم ودون الزحف على وسط القاهرة. فحاصر نحو الثلاثمائة طالب من المتظاهرين فوق كوبري عباس و أطلق عليهم النار فقتل طالب الزراعة "محمد عبد المجيد مرسى" وجرح طالب الآداب "محمد عبد الحكم الجراحي" جرحا بالغا مات على أثره في اليوم التالي. وألقى القبض على عدد من الطلاب وأصدرت إدارة الجامعة قرارا بتعطيل الدراسة لمدة عشرة أيام تحاشيا لتطور الاحداث .
.
(مما يذكرنا بهذا العهد المبارك الذي نعتبره عهد الاحتلال الوطني للوطن) ومن ثم بدا النشاط السري يتخذ مواقعه بين طلاب الجامعة، وأصبحت المنشورات أداة النشاط للتعبير عن المواقف السياسية للطلبة الذين فقدوا روح الاتحاد التي جمعت بين صفوفهم في انتفاضة 1935،غير انهم عادوا في نهاية الحرب يفرضون وجودهم على الساحة السياسية مطالبين بالاستقلال الوطني، والعدالة الاجتماعية معا من خلال صيغة تنظيمية جديدة طرحت كبديل للقيادات السياسية التقليدية. فقد كانت مصر تعانى أزمة اقتصادية خانقة كنتيجة طبيعية لظروف الحرب التي حملت مصر أعباء فوق طاقتها، وبسبب التضخم الذي أدى إلى زيادة تكاليف المعيشة زيادة كبيرة، وتفاقمت أزمة البطالة بين خريجي الجامعة وبين العمال على السواء
ونظم طلاب الجامعة مظاهرة أخرى (يوم 16 نوفمبر) استخدموا فيها الحجارة والمقذوفات الزجاجية ضد البوليس. وكان لطلبة الطب فيها دور ملحوظ. فجرح ضابط إنجليزي كبير في رأسه جرحا بالغا، كما أصيب طالب آخر برصاص البوليس هو الطالب" على طه عفيفي" (من دار العلوم) ومات في اليوم التالي متأثرا بجراحه؛ وانتشرت المظاهرات الطلابية بعد ذلك في مختلف أنحاء القاهرة والمدن الكبرى .ونظم إضراب عام (يوم 28 نوفمبر) حدادا على الشهداء فأغلقت المتاجر بالقاهرة، واحتجبت الصحف، وعطلت المواصلات. وفى 7 ديسمبر أقام طلاب الجامعة في فنائها نصبا تذكاريا تخليدا لشهداء الجامعة أزيح الستار عنه في احتفال مهيب. وتضامن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة مع الطلاب. فعقد أساتذة كلية الآداب اجتماعا (يوم 6 نوفمبر) بحثوا فيه الأمر وقدموا لمدير الجامعة ووزير المعارف مذكرة تضمنت رأيهم في الموقف ذكروا فيها: • أن الطلبة قاموا بمظاهرات سلمية قوبلت بالعنف الشديد، • وارجعوا أسباب القلق الذي يسود طلاب الجامعة إلى تدخل الإنجليز في شئون البلاد، • وأعلنوا انهم يلفتون أنظار الأمة إلى أن مستقبل الوطن عامة والعلم والمتعلمين خاصة تتهددها الأخطار ما بقى هذا القلق متسلطا على النفوس، • وان ما يسببه الإنجليز من القلق في مصر لا يلائم مصلحة مصر أو بريطانيا أو السلام العام. وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت الأحكام العرفية تحول دون قيام الطلاب بنشاط سياسي معارض بصورة علنية. .
ولما كان طلاب الجامعة يعبرون عن ضمير مصر السياسي، وتمثل بينهم جميع التوجهات السياسية والأحزاب والهيئات السياسية الموجودة في مصر، فقد تهيئوا للعب دور جديد فعال بعد أن وضعت الحرب أوزارها. واتجه طلاب الجامعة إلى توحيد صفوفهم، فقامت لجنة سميت ((لجنة أعمال الشباب)) - في سبتمبر 1945- ضمت الطلبة المنتمين إلى الحزب الوطني، والوفد، والأحرار الدستوريين، والهيئة السعدية، والكتلة الوفدية، والإخوان المسلمين، ومصر الفتاة وبعض المستقلين لتحقيق وحدة الحركة الطلابية. ولكن يبدوا انهم لم ينفقوا على برنامج موحد للعمل فعادوا إلى الانقسام وخاصة عندما حاول الإخوان المسلمين أن تكون لهم اليد العليا في أمور اللجنة
.ومع بداية العام الدراسي (أكتوبر 1945) قامت محاولة أخرى لتكوين جبهة طلابية لعب فيها الشيوعيين والطليعة الوفدية الدور الأساسي في التنظيم. وتجاوزت دعوة الجبهة - هذه المرة - حدود الجامعة لتمتد إلى طلبة الأزهر، والمعاهد العليا والفنية. فعقد اجتماعا بكلية الطب ضم ممثلين للطلبة اتخذ قرارا بتكوين ((اللجنة التحضيرية للجنة الوطنية للطلبة)). وحددت الجبهة الجديدة أهدافها بالنضال من اجل الاستقلال الوطني، والتخلص من السيطرة الاستعمارية الاقتصادية والسياسية والثقافية، والعمل على تصفية العملاء المحليين للاستعمار. واعتبرت اللجنة التفاوض مع المستعمر حول حقوق الوطن جريمة لا تغتفر. واتفق المجتمعون على ضرورة تنظيم نضال الجماهير من خلال لجان وطنية تشكل لهذا الغرض بطريقة الانتخاب، وبدؤوا التطبيق الفعلي لذلك بانتخاب ((لجنة تنفيذية)) منبثقة عن اللجنة التحضيرية ضمت عناصر من شباب الطليعة الوفدية والمنظمات الماركسية وبعض طلاب الإخوان المسلمين. وتولى رئاسة اللجنة التنفيذية الطالب مصطفى موسى، وتولى السكرتارية ثلاثة من الطلبة أيضا هم فؤاد محي الدين، وعبد المحسن حموده، وعبد الرءوف أبو علم
.
وفى يوم 21 فبراير 1946، استجاب الشعب للجنة استجابة كاملة. فشلت حركة المواصلات وتوقفت جميع المصانع والمحال التجارية عن العمل، وأقفلت المدارس والكليات. وخرجت من الأزهر مظاهرة كبرى شاركت فيها الجماهير اتجهت إلى ميدان الأوبرا، حيث عقد مؤتمر شعبي اتخذ قرارات: بمقاطعة المفاوضات وأساليب المساومة، والتمسك بالجلاء عن وادي النيل، وإلغاء معاهدة 1936، واتفاقية 1899الخاصة بالسودان، وعرض القضية على مجلس الأمن. ثم زحفت المظاهرة الكبرى إلى ميدان قصر النيل (التحرير الآن) حيث الثكنات البريطانية (موقع فندق الهيلتون الآن)، واتجه قسم منها إلى ساحة عابدين. وكانت المظاهرات تسير في نظام تام دون اعتداء على أحد ودون التعرض للممتلكات أو جنوح نحو التخريب، فإذا ببعض السيارات العسكرية البريطانية المسلحة تخترق الميدان وسط الجماهير فجأة لتدهم بعضهم تحت عجلاتها. وكان الرد الطبيعي من جانب المتظاهرين رجم الثكنات البريطانية بالحجارة. فرد الجنود البريطانيون بإطلاق الرصاص. فكانت مذبحة أثارت ثائرة الجماهير، فأشعلوا النار في معسكر بريطاني بالميدان (كان يحتل موقع مبنى المجمع الآن)، وبعض المنشات العسكرية البريطانية الأخرى
. وظلت المظاهرات التلقائية تنتقل إلى جميع أحياء القاهرة دون استثناء، كما انتشرت في الإسكندرية والمدن الأخرى متخذة طابع العنف .و أثار البيان الذي أعلنه صدقي باشا في المساء ثائرة الطلبة على وجه الخصوص، لوصفه العمال بالدهماء واتهامهم بالتخريب فأصدرت ((اللجنة الوطنية للطلبة والعمال)) بيانا استنكرت فيه هذا الوصف والاتهام. واستمر تنظيم المؤتمرات والمظاهرات في الأيام التالية. وأعلنت اللجنة يوم (25 فبراير) يوم حداد عام. فصدرت الصحف في ذلك اليوم متشحة بالسواد. وأعلنت اللجنة يوم 4 مارس يوم حداد وإضراب عام، فاستجاب الجميع للدعوة. فاحتجبت الصحف عن الصدور في ذلك اليوم، و خليت الشوارع إلا من المتظاهرين و أغلقت المصانع والمحلات التجارية والمدارس والجامعة. وحدث صدام بالإسكندرية بين الجنود والمتظاهرين سقط فيه 28 من المتظاهرين قتلى وجرح 432 متظاهرا وقتل جنديان بريطانيان وجرح أربعة جنود بريطانيين. وتضامنا مع الحركة الوطنية المصرية وقع في نفس اليوم (4 مارس) إضراب عام في السودان وسوريا ولبنان وشرق الأردن. وكان لمذبحة 21 فبراير أثرها في الحركة الطلابية العالمية، فقررت اعتبارا بوم 21 فبراير يوم التضامن العالمي مع طلاب مصر تكريما لنضال الطلاب المصريين
.وبعد تشكيل (هيئة التحرير) - يناير 1953و بعد هزيمة يونيو 1967، والأحكام الهزيلة التي حكم بها على الضباط المتسببين في النكسة، اخذ السخط يتراكم في صدور الجماهير وخاصة العمال وطلاب الجامعة. فعند إعلان أحكام قضايا التقصير والإهمال في سلاح الطيران التي اتهم فيها بعض الضباط (20 فبراير 1968)، وكذلك أحكام ضباط المدرعات، أحس الناس أن العقوبات التي جاءت بالأحكام لا تتناسب مع كارثة الهزيمة. فانفجرت براكين الغضب الشعبي التي بدأت بعمال المصانع الحربية بحلوان الذين خرجوا في مظاهرة عامة متجهين إلى القاهرة فتصدت لهم قوات الأمن في (21 فبراير).وعندما وصلت أنباء حوادث حلوان إلى الجامعة بعد ظهر نفس اليوم، اجتمع الطلاب بأحد مدرجات كلية الآداب، وشكلوا من بينهم لجنة لرفع رأيهم في الأحكام وفى أحداث حلوان، وظلوا مجتمعين حتى المساء.
وحضر الاجتماع مدير الجامعة في محاولة لاحتواء الموقف، وتجنب المضاعفات. واستمر الاجتماع إلى اليوم التالي، رغم انه كان عطلة رسمية (عيد الوحدة)، حيث حضر وزير التعليم العالي وتناقش مع الطلاب على مدى أربع ساعات طرحوا خلالها مطالبهم التي كانت تتصل باتحاد الطلاب، والاتحاد الاشتراكي، وإدارة الجامعة، وفوق ذلك كله أمر ((النكسة))، ومسالة الأحكام. فوعد الوزير ببحث المطالب مع جهات الاختصاص، ورفع ما اتصل بالنكسة والأحكام إلى الرئيس جمال عبد الناصر، وقد أصر الطلاب على رفع المطالب السياسية للرئيس لأنهم كانوا يولونه ثقتهم التامة.وكانت المطالب محصورة في أمر النكسة، والاحتجاج على الأحكام، ثم أخذت تتسع لتشمل الحريات العامة. وكان من الممكن احتواء الموقف لو أبدت السلطة حسن نواياها تجاه الطلاب، غير انه تم إلقاء القبض على بعض أعضاء اللجنة التي شكلها الطلاب. فانفجرت المظاهرات، حيث خرج طلبة الهندسة من كليتهم إلى حرم الجامعة، ثم انضم إليهم طلبة الكليات الأخرى، واتجهوا في مظاهرة كبيرة إلى كوبري الجامعة صوب وسط المدينة مطالبين بالإفراج عن الطلبة المعتقلين؛ مرددين شعارات التنديد بالهزيمة، مطالبين بمحاكمة المسئولين عنها، وبإطلاق الحريات العامة. وتصدت قوات الأمن للطلاب عند مدخل كوبري الجامعة، كما تصدت لطلاب الطب الذين كانوا يتحركون في نفس الوقت لملاقاة زملائهم رافعين نفس المطالب مرددين نفس الهتافات. كذلك تزامنت حركة طلاب جامعة القاهرة مع طلاب جامعة عين شمس الذين خرجوا في مظاهرة كبيرة قابلتها قوات الأمن بالعنف عند ميدان العباسية. ورغم حصار قوات الأمن استطاع الطلبة اختراق حواجز الشرطة والوصول إلى وسط المدينة (ميدان التحرير وباب اللوق)، حيث ظلوا يرددون الهتافات احتجاجا على النكسة، والأحكام القضائية الهزيلة على المتسببين فيها، ومطالبين بالإفراج عن زملائهم المعتقلين .وعند منتصف الليل اتخذ مجلس الوزراء - برئاسة الزعيم جمال عبد الناصر - قرارا بإلغاء الأحكام التي صدرت، وإحالة القضية إلى محكمة عسكرية عليا أخرى، وتمت الاستجابة لمطالب الطلبة الخاصة بإعطاء مزيد من الاستقلال والفاعلية وحرية الحركة لاتحاداتهم، والسماح للاتحادات بالعمل السياسي. وصدر قرار رئيس الجمهورية رقم 1523 لسنة 1968، بشان تنظيم الاتحادات الطلابية منفذا لهذه المطالب.
وبدأت الجامعة تموج بالحركة وعاد الطلاب يعبرون عن آرائهم بحرية داخل الجامعة و ارتفعت يد منظمة الشباب عن الجامعة
.الحركة الطلابية في السبعينات :
بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970، وتولي الرئيس السادات السلطة في مصر كانت ردته على الناصرية هي إيذانا ببدء عهد جديد في مصر يتسم بالانفتاح الاقتصادي، و التبعية لأمريكا، و للكيان الصهيوني والتخلي عن القضايا العربية.. وكانت هذه السياسة الجديدة بعيدة كل البعد عن طموحات و آمال فرسان الحركة الطلابية المصرية الذين تصدوا للسادات من بداية عهده مطالبين بالثأر وخاصة حين أعلن أن عام 1971 هو عام الحسم.اجتاحت مظاهرات الطلبة جميع أنحاء الجمهورية مطالبة بالثأر، وواجهتها سلطة السادات بكافة أشكال العنف من ضرب و تعذيب و اعتقال. فقد أعلن السادات أن عام 1971، هو عام الحسم و لم يحرك ساكنا. وأعلن أن عام 1972 هو عام "الضباب!"، و لهذا لن يستطيع الدخول في معركة، مما أشعل نيران الغضب في صدور الطلاب. وعمت مظاهراتهم جميع أنحاء مصر حتى بدأ السادات يشعر تجاهها بالقلق خوفا من أن يتضامن بقية طوائف الشعب مع الطلبة، ولهذا قرر السادات التعجيل في قرار العبور في السادس من أكتوبر 1973.و لما كان التيار اليساري (الناصري و الشيوعي) هو التيار الذي يعتنقه معظم فرسان الحركة الطلابية في ذلك الوقت، فقد كان من الطبيعي أن ترتبط الحركة بأدق التفاصيل في الحياة الداخلية و الاجتماعية في مصر.
و يتضح هذا من المظاهرات الضخمة التي خرجت من الجامعات و المصانع في 18 و 19 يناير 1977 بعد إعلان قرارات إلغاء الدعم و غلاء الأسعار. و سقط العديد من شهداء الحركة الطلابية المصرية و الطبقة العاملة برصاص اليمين المصري الذي يتزعمه السادات . و لكن هذه الانتفاضة الشعبية التي أشعلها الطلبة مع العمال كادت أن تطيح بالنظام الخائن و حاشيته مما اجبر السادات على التراجع في قراراته و عودة الأسعار كما كانت .كانت انتفاضة الخبز في يناير 1977 بمثابة جرس إنذار للسادات و من خلفه اليمين المصري ينبه عن تزايد النفوذ اليساري بين الحركة الطلابية المصرية فتحالف السادات مع الجماعات المتأسلمة في صفقة كان شرطاها الإفراج عن الجماعات المتأسلمة مقابل ضرب " الولاد الشيوعيين اللي لابسين قميص عبد الناصر " على حد تعبير السادات. و كان يصرف لهذه الجماعات أموالا طائلة لكافة الأنشطة التي تقيمها داخل الجامعة وكان المسئول عن هذه الأموال عثمان أحمد عثمان .لقد شهدت معظم فترة السادات تحركات طلابية ضخمة لما شاب هذه الفترة من سياسات يمينية متصهينة و قد ابتلت هذه السياسات مصر و الوطن العربي كله بأشياء كثيرة منها الردة على الناصرية و الانفتاح الاقتصادي و معاهدة الذل و الخيانة التي وقعها مع العدو الصهيوني في كامب ديفيد .. و لكي يرتاح السادات من هذه التحركات الطلابية التي تعبر عن ضمير الأمة و قلبها النابض أصدر السادات لائحة 79 ، التي ألغى من خلالها اتحاد طلاب الجمهورية الذي كان يمثل رأيا عاما غاية في الخطورة و يعبر عن الحركة الطلابية المصرية و ذلك في محاولة لاغتيال هذه الحركة الشامخة ،
كما ألغى السادات اللجنة السياسية في اتحادات الطلاب و حرم كافة أشكال العمل السياسي داخل الجامعة .

اللي اللقاء يا فرسان المستقل ونأمل أن نعد ملف مثل هذا عامر بالانتصارا في عهد مبارك الذي اعتدي بكافة الاشكال علي حقوق الطلاب والحركة الطلابية

ليست هناك تعليقات: